Better- members
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتديات يشرفنا أن تقوم بالتسجيل، أما إذا كنت أحد أعضاءنا الكرام فتفضل بتسجيل الدخول . لو رغبت بقراءة المواضيع و لإطلاع فقط فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
Better- members
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتديات يشرفنا أن تقوم بالتسجيل، أما إذا كنت أحد أعضاءنا الكرام فتفضل بتسجيل الدخول . لو رغبت بقراءة المواضيع و لإطلاع فقط فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
Better- members
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Better- members

Top-Members
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل
, اهلا وسهلا بكم في منتدى Top-Members , الرجاء التسجيل في المنتدى , او الدخول اذ كنت مسجل بالفعلا


هذا المنتدى باداره Rose Rouba
اسره Top-Members
تم تصميم من قبل : Str|ke

Admins : محمد - Rose Rouba - Str|ke

 

 الأخطل الضغير و شعره الغزلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
rose rouba
المديره العامه
المديره العامه
rose rouba


انثى

عدد المساهمات : 625
تاريخ التسجيل : 14/07/2011

بطاقة الشخصية
نرد نرد: الأخطل الضغير و شعره الغزلي Dice8

الأخطل الضغير و شعره الغزلي Empty
مُساهمةموضوع: الأخطل الضغير و شعره الغزلي   الأخطل الضغير و شعره الغزلي Empty25/7/2011, 17:09

- الأخطل الصغير وشعره الغزلي الغنائي -دراسة بقلم: الدكتور منير توما
الأثنين 2/2/2004
وُلدَ الشاعر اللبناني الكبير بشارة الخوري (الأخطل الصغير) في بيروت عام 1985 وتوفي سنة 1968، وله مجموعتان من الشعر صدرت الأولى منهما سنة 1953 بعنوان "الهوى والشباب" وقد تضمنّت شعر الشباب وبعض شعر الكهولة، وصدرت الثانية سنة 1961 بعنوان "شعر الأخطل الصغير". وقد اشتهر الأخطل الصغير بشعر الهوى والشباب. وقد قال في هذا الموضوع واصفاً نفسه:

روحٌ كما انحطَم الغديرُ على الصَّفا
شُعَباً مُشَعَّبَةً إلى أرواحِ
للحُبّ أكثرُها، وبعضُ كثيرها
لرُقى الجمالِ، وبعضُها للرَّاحِ
ويقول حنا الفاخوري انّ روح الشاعر كانت "موزعة بين سحر الجمال ونشوة الراح، وكان هدف حياته جمالية الوجود التي تتخّذ المرأة موطناً لها، والراح إغراقًا في نشوتها؛ فيعمد الشاعر الى المرأة بجميع جوارحه وطاقاته

ويعالج جماليتها، معالجة النحّات الحاذق والرّسام العبقري، فيذيب نفسه وقلمه صوراً وألواناً، ويعمد الى الطبيعة فيعصر جمالها في جمال المرأة، ويضاعف بذلك السحر والجاذب، فيتضاعف شوق الشاعر، وتضطرم طاقاته الحسيّة،

فيجهد نفسه لالتقاط المعاني وابتكار الصور، وتتسلسل الأبيات من روحه ومن قلمه، عذبةً، رقيقةً، لينةً، ناعمة، وتتلاحق الالفاظ والعبارات نغمةٌ ساحرة، ونجوى بعيدة الصدى، وقد يشعر الشاعر، وهو في ذروة حسّه، أن الجمال

يذوب بين يديه، وأن الزمان يجري، وأن الحاضر منه لمحة زوال، فيعمد الى الخمرة ينشد في حمّياها ذهولاً، ومن وراء الذهول استرجاعاً لمتعة الوجود في اللاموجود، وقد تلمس في نفسه مأساة الوجودية المفجعة، في نغماتٍ شجيّة

وفي الحانٍ قاتمة". وفي هذا المعنى ينشد الأخطل الصغير قائلاً:

يا صارفَ الكأسِ عنّا لا تضنَّ بها،
ويا أخا الوترِ المِكسالِ لا تَنَم
أدِر علينا من الصهباءِ أفتكها،
وخَدّر العَصَب المحمومَ بالنّغَمِ
قد يشربُ الخمرَ مَن تعلو الهمومَ بهِ،
وقد يُغنّي الفتى من شدةِ الألمِ.
إن الاباحية لم تعرف طريقها بماديتها على شعر الأخطل الصغير في غزلهِ، بل كان لها المقام الأرقى والأوفى، فهي عنده منزهة عن الابتذال، فالحب عنده وفي نظره هو فردوس النظرة الولهى بجمال الحبيب. إنه التطّلع الى الجمال والتتبع له، والإقبال عليه بحنينٍ روحي صرف. والغزل عنده هو نوع من الحضارة المتأنقّة، التي تبرز الجمال في تلوّن الأشكال، فالجمال في نفسهِ شديد التجدد والتلوّن، فيه أناقة حضارية تبرز خطوط السحر الجمالي.
والغزل في غرضهِ السامي التقصيد لدى الأخطل الصغير، يتناول الغنائيات التي اشتهرت في حنجرة كبار المغنين والمطربين، فانتشرت من خلال أساطين الطرب الأصيل في العالم العربي، فاجتمعت بذلك أصالة الصوت، بأصالة الأخطل الصغير الثقافية. فشاعرنا بشارة الخوري يزدهي بالجمال الأخلاقي، ويستمتع بجمال الوجوه النسائية، والمناظر الطبيعية. وبهذا ظلّ الشاعر غنائي الاتجاه، غنائي الميل وغنائي الروح.
وكما نعلم، فإن المطرب الكبير محمد عبد الوهاب، صاحب الصوت الشجي والأنغام الإيقاعية عذبة اللحن، قد ساعد على شهرة قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي، تلك القصائد التي ذاع صيتها مع غناء عبد الوهاب الرائع في كافة انحاء العالم العربي. وقد كان عبد الوهاب قد تعرّف على الأخطل الصغير في أثناء اصطيافه في لبنان برفقة أمير الشعراء أحمد شوقي، فنشأت بينهما مودّة وصداقة، أدّت الى وصول شعر الأخطل الصغير الى صوت عبد الوهاب ليغني ويطرب بصوته الذهبي، ولينشر كلمات الأخطل الصغير الساحرة كي تصل الى قلوب الجماهير المتعطشة لهذا الفن الراقي. وأول الأبيات التي غُنيّت له:

أيها المرسلُ الأغاريد في الليلِ
رويداً، أطلتَ سُهدَ الدّراري
وتركتَ النهارَ كالعاشقِ المفتونِ
يُصغي إليكَ خلفَ ستارِ
أو كعذراءَ بُشّرت بعريسٍ
عبقريّ الشباب جمَّ النّضَارِ
قد سَلَبتَ الرياض سَلْسالها
العذبَ وريّا نسيمها المِعطارِ
فارحم الطيرَ يا "محمد" واتركْ
بعضَ هذا الحنين للأوكارِ
ومن القصائد التي اكتسبت شهرةً واسعةً في عالم الطرب والغناء قصيدة "الهوى والشباب" التي يقول فيها الأخطل الصغير:

الهوى والشبابُ والأملُ المنشودُ
تُوحي فتبعثُ الشعرَ حيّا
والهوى والشبابُ والأملُ المنشودُ
ضاعت جميعُها من يَدَيّا
يشربُ الكأسَ ذو الحجى ويُبقّي
لِغَدٍ في قرارةِ الكأسِ شيّا
لم يكن لي غدٌ، فافرغتُ كأسي
ثُمّ حطّمتها على شفتيّا
أيّها الخافقُ المُعذّبُ يا قلبي
نزحتَ الدموعَ من مُقلتيّا
أفَحتمٌ عليَّ إرسالُ دمعي
كُلما لاح بارقٌ في مُحَيّا
يا حبيبي لأجلِ عينيكَ ما ألقى
وما أوّلَ الوشاةُ عَلَيّا
أأنا العاشق الوحيدُ لتُلقى
تَبِعاتُ الهوى على كتفيّا
وتبرز في هذه الأبيات تلك الروح الرومانسية الأصيلة التي يتحلّى بها شاعرنا الكبير من حيثُ عذوبة الألفاظ وسحر المعاني ورهافة الحس وشفافية الوصف الخلاب الدافق بما يوحيهِ من عاطفةٍ سامية ونشوة جمالية رائعة تسبي القلوب لا سيّما وقد توفرّت الثنائية الموفقة بين النظم الإبداعي المُتقن والصوت الذهبي الساحر.
ويُلاحظ في شعر الأخطل الصغير أن الجمالية التعبيرية، والموسيقى اللفظية، والروعة البيانيّة، والرونق التصويري، يهيمن على غزلهِ حيث تذوب ألفاظه وتعبيراته رقةً وعذوبةً في القصائد التي نُظِمت للغناء لتشكّل سمفونية على لسان قلمه وأوتار عبد الوهاب وغيره من مشاهير المطربين والملحنين. وبذلك كانت القصيدة الثانية المُغنّاة "الصبا والجمال" التي فاقت بشهرتها ما كان لقصيدة "الهوى والشباب" وكان الأخطل الصغير قد نظم قصيدة "الصبا والجمال" بمناسبة انتخاب ملكة الجمال "جميلة الحداد الخليل" في عاليه بلبنان. وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب الى جانب الأخطل الصغير يحضران ذلك الانتخاب. فألحّ عبد الوهاب على الأخطل الصغير، لينظم له قصيدة بالمناسبة كي يلحنها ويغنيها. فانفرد الشاعر بإحدى غرف الفندق الذي يجري فيه انتخاب ملكة الجمال، ونظم القصيدة في الليلة نفسها. وفي هذه القصيدة يقول الأخطل الصغير:

الصِّبا والجمالُ مُلكُ يديكِ
أيُّ تاجٍ أعزّ من تاجَيْكِ
نصبَ الحُسَُ عرشَهُ فسألْنا
مَن تراها لهُ فدّلّ عليكِ
فاسْكُبي روحَكِ الحنونَ عليهِ
كانسكابِ السماءِ في عينيكِ
* * * * * *

ما تغنّى الهزارُ إلاّ ليُلقي
زفراتِ الغرامِ في أُذنَيكِ
سَكِرَ الروضُ سكرةً صَرَعتهُ
عندَ مجرى العبيرِ من نهديْكِ
قتلَ الوردُ نفسهُ حسداً منكِ
وألقى دِماهُ في وَجنَتيْكِ
والفراشاتُ مَلّتِ الزهرَ لمّا
حدّثتها الأنْسامُ عن شفتيكِ
رفعوا منكِ للجمالِ إلهاً
وانحنوا سُجّدًا على قدميكِ
ومن هنا نلمس سرّ الجمال الفني الذي يمتاز بهِ غزل الأخطل الصغير الذي يتمثّل في ابتكار في الصورة، ومفاجأة بالوثبة التخيلية التي تروع، واندفاق في الكلام السلس واللطيف والأنيق؛ فلا تعقيد، ولا ثِقَل، ولا مداورة، ولا رمزيات معقّدة مشوشة، ولا كبوات في الذوق على حد تعبير الأديب حنا الفاخوري، فكل شيء في كلام بشارة الخوري يتحرك، ويحسّ، ويناجي، ويكتسي بالحسن والحلاوة. وقد أُطلقَ على هذا النوع من الغزل، "رحيق الأرواح" لما يمثلهُ من نشوة في المعنى والأداء على السواء، ولما فيه من روحية نازعة الى الانعتاق الكامل من عالم المادة، الى عالم الجوهر السماوي اللامتناهي من المرح الفكري المنساب الى رحاب فردوس الحب المقدّس.
ويجول الأخطل الصغير في عالم المرأة في نشوة جمالها وأطيابها وألوانها، هائماً لاستكمال المتعة، طالباً معها الاستزادة من الشوق والإمعان في العطاء الجمالي المتبادل: عطاء الجمال والنشوة من ناحية المرأة والخمرة، وعطاء البيان الساحر من جانب الشاعر. وفي هذا المعنى، كانت قصيدته "بأبي أنتَ وأمي"، تلك القصيدة التي رسّخت ووطّدت العلاقة الأدبية والفنية بين الأخطل الصغير والموسيقار محمد عبد الوهاب، فجمعت مرة أخرى الشعر الفاتن بالطرب الأصيل. ويبدأ شاعرنا قصيدته هذه قائلاً:

إسقنيها، بأبي أنتَ وأُمي
لا لتجلُو الهَمّ عني، أنتَ همّي
إملاً الكأسَ ابتساماً وغراما
فلقد نامَ الندامى والخُزامى
زحمَ الصبحُ الظلاما فإلاما
قُمْ نُنَهنِهْ شفتينا
ونَذوّب مُهجَتينا
رَضيَ الحبّ علينا يا حبيبي
بأبي أنتَ وأمي، إسقنيها
لا لتجلو الهمّ عني، أنت همّي
غنِّ، واسكُب غناك ولَماكْ
في فمي، فدّيتُ فاكْ، هل أراكْ
وعلى قلبي يداك ورِضاكْ
هكذا أهلُ الغَزَلْ
كُلّما خافوا المَلَل
أنعشوهُ بالقُبَل يا حبيبي
وهكذا نرى بشارة الخوري في غزلهِ وخمرياته هذه، يتوجه الى المرأة توجّه الفنان الظامئ الى الجمال والمفاتن ليصّب ذلك في كأس خمرته لتبعث النشوة في روحه وسط همساتٍ ووشوشاتٍ يزحمها الظلام ونعاس الغرام المُسكِر.
ومن أهم القصائد التي نظمها الأخطل الصغير وغنّاها الموسيقار محمد عبد الوهاب، قصيدة "جفنهُ علّمَ الغزل" حيث بلغ فيها الشاعر قمة الإبداع الشعري الغزلي، وتألق في غنائها عبد الوهاب كعادته، ويستهل الشاعر هذه القصيدة قائلاً:

جفنُهُ علّمَ الغزَلْ ومن العلمِ ما قتَلْ
فحَرَقنا نفوسنا في جحيم من القُبَل
ونَشَدنا ولم نَزَلْ، حُلُمَ الحُبّ والشبابْ
حُلمَ الزهرِ والندى حُلمَ اللهوِ والشرابْ
هاتِها من يدِ الرّضى جُرعةً تبعثُ الجُنونْ
كيفَ يشكو من الظّما من لَهُ هذهِ العيونْ
* * * * *

قُل لِمنْ لامَ في الهوى هكذا الحُسنُ قد أمَرْ
إن عَشِقنا.... فعُذرُنا أنًّ في وَجهنا نَظَر
ونحن نرى ان هذه القصيدة كغيرها من قصائد شعره الغزلي الغنائي، مُغرِقة في الوله والفنون، ومفعمة بعالم النشوة السحرية الأخاذة والحنين الانفعالي الجيّاش، وهي كالعادة مستوحاة في جملتها من حبّ المرأة وتعلّقها بالصبا ونضارة الحياة.
ومن قصائد الأخطل الصغير الأخرى التي غنّاها محمد عبد الوهاب قصيدة "يا ورد مَن يشتريك"، وقصيدة "كفاني يا قلب" التي يقول فيها:

كفاني يا قلبُ ما أحملُ
أفي كُلٍّ يومٍ هوًى أولُ
أيخلُقُ منكَ جديدُ الهوى
فؤادًا من السُكرِ لا يَعقِلُ
لهُ عثرةُ الطفل حولَ السريرِ
ودمعتُهُ البِكرُ إذ يُعْولُ؟
أفي كُلّ وجهٍ لنا مَرتَعٌ
وفي كلّ ثغرٍ لنا مَنهَلُ
كفى نهَماً! لن يَفِرّ الجمالُ
وترحلُ أنتَ ولا يَرحَلُ...
وهنا تتجلى روح الشاعر الهيمانة بالحُسن والجمال، والتي تعبتْ من حمل أعباء الهوى حيث يظهر ذلك في تلك النزعة الى الكآبة التي توحي بها كلماته، وإن كانت كآبة غنائية ناعمة. ولا يفوتنا عند الحديث عن قصائد الأخطل الصغير المغناة، أن نذكر أن الموسيقار فريد الأطرش قد شدا بصوته الرقيق الصادح الحساس قصيدة لشاعرنا الكبير، هي قصيدة "عش أنتَ"، فأبدع في لحنه أيضاً وتراقصت على ايقاعاتها قلوب الملايين من المستمعين العرب. ولعلنا ننبهر بجاذب غني التعبير والوصف حين نسمع الأخطل الصغير في هذه القصيدة من خلال حنجرة فريد الأطرش وهو يقول:

عِش أنتَ، إني مُتُّ بعدَكْ
وأطِل الى ما شِئتَ صدّكْ
ما كانَ ضرّك لو عَدلتَ
أما رأَتْ عيناكَ قدّكْ
وجعلتَ من جفنيًّ مُتّكأً
ومن عينيّ مَهدكْ
* * *

يا مَن أساءَ بيَ الظنونَ،
ثلَمتني وثَلَمتَ حدّكْ
إن لم يكن أدبي، فخُلقُكَ
كانَ أولى أن يَصُدّكْ
أغضاضةً يا روضُ إن
أنا شاقني، فشَممتُ وَردَكْ
* * *

أنقى من الفجرِ الضّحوكِ
فهل أعرتَ الفجرَ خدّكْ
وأرقّ من طبعِ النسيم
فهل خلَعتَ عليهِ بُردَكْ
وألذّ من كأسِ النّديمِ
فهل أبَحتَ الكأسَ شَهدَكْ؟..
وحياةِ عينكَ، وهي عندي
مثلما القرآن عِندك
ما قلبُ أُمّكَ، إن تُفارقها
ولم تَبلُغ أشُدّكْ
فهَوَتْ عليكَ بصدرها
يومَ الفِراقِ لتستَرِدّكْ،
بأشدّ من خفقانِ قلبي
يومَ قيلَ خَفَرتَ عهْدَكْ
وفي هذه الأبيات الشعرية الرائعة، نجد أن الأخطل الصغير يرسم بالكلمات لوحة فنيّة مملوءة بثروة من الصور والاستعارات والتشبيهات جامحة الخيال والعاطفة بلغة سلسلة تنساب انسياباً وبأساليب تعبيرية أكثر تأثيراً وإدهاشاً للقارئ؛ فالغاية عند شاعرنا من هذه القصيدة الرومانسية الفريدة نشدان الجمال، والاستجابة للعاطفة لأنّ هذه العواطف هي الخير كلّه، فهي مجلى الجمال النابع من الضمير والأحلام الطاهرة الصافية.
ويعتبر الحب في شعر الأخطل الصغير الغزلي الغنائي أقوى العناصر الذاتية والمشاعر العاطفية على الاطلاق، لدرجة وصل فيها حدود العبادة والقداسة. ومن هنا المزج التلقائي بين وجدان العاشق الرومنطيقي، وأحاسيسه الكامنة بما تحمله من حبّ العذاب والألم للنفس العاشقة، وشعور الشاعر المُحّب الدفين بأن حبه لن يدوم وأن هناءه الذي هو فيه سيزول. ويتضح لنا ذلك من خلال غزل الأخطل الصغير المجسّد للمرأة في صورة العفاف الكلي حيث يصف المرأة وصفاً أنثوياً جديداً متميزاً في قصيدة "يا عاقد الحاجبين" التي صدحت بها صاحبة الصوت الملائكي فيروز من الحان الرحابنة الشجيّة، وفيها يقول:

يا عاقدَ الحاجبينِ على الجبينِ اللُّجينِ
إن كنتَ تقصِدُ قتلي قتلتني مرّتينِ
ماذا يُريبُك مني وما هممتُ بشينِ
أصفرةٌ في جبيني أم رعشةٌ في اليدينِ
تمرُّ قفزَ غزالٍ بين الرصيفِ وبيني
وما نصبتُ شباكي ولا أذِنتُ لعيني
تبدو كأنْ لا تراني وملءُ عينك عيني
ومِثلُ فعلك فِعلي ويلي من الأحمقينِ
مولايَ لم تُبقِ مني حيّاً سوى رَمَقينِ
صبَرتُ حتى يراني وَجدي وقرّب حَيْني
ستَحرِمُ الشعرَ مني وليسَ هذا بِهَينِ
أخافُ تدعو القوافي عليكَ في المشرقَينِ
وبهذه القصيدة يكون بشارة الخوري قد ابتكر تشبيهات حافلة بالحركة الرشيقة، المليحة الخفّة والليونة كما اعتاد دائماً في شعره الغزلي الرقيق الخلاّب.

خاتمةوهكذا باستعراضنا الشعر الغزلي الغنائي للأخطل الصغير، تسنّى لنا أن نستمتع بما استقطره شاعرنا الكبير من رشيف الحب الدافق بمتعة العذرية الطاهرة البعيدة عن الاباحية، والابتذال الوصفي، والمراهقة الايحائية، مما جعله يُلقّب باستحقاق وجدارة دون منازع، بشاعر الغزل المترّبع عرش إمارة الجمال لما في شعره من موسيقى وأبعاد معنوية وتصويرية قلّما يجود بها قلم غير قلمه.




منقول للفائدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://top-members.syriaforums.net
rose rouba
المديره العامه
المديره العامه
rose rouba


انثى

عدد المساهمات : 625
تاريخ التسجيل : 14/07/2011

بطاقة الشخصية
نرد نرد: الأخطل الضغير و شعره الغزلي Dice8

الأخطل الضغير و شعره الغزلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأخطل الضغير و شعره الغزلي   الأخطل الضغير و شعره الغزلي Empty25/7/2011, 17:11

هذه التجربة الرائعة لم تتكرر في غنائنا العربي‚ ولو ان شعراءنا الكبار نهجوا نهج الأخطل الصغير لقدموا للغناء العربي خدمة عظمى ترقى بشأنه‚ وقدموا للمستمع العربي ما يجعله يتذوق روعة التأليف‚ لا سيما اذا اخذ هذه الكلمات الراقية ملحن مبدع‚ ولحنها لصوت جميل مثقف قادر على تصوير جمالها:
وقد لحنها وغناها ,, محمد عبد الوهاب ,,

يا ورد مين يشتريك

وللحبيب يهديك

يهدي إليه الأمل

والهوى والقبل

أبيض غار النهار منه

خجول محتار

باسه الندى بخده

وجارت عليه الأغصان

راح للنسيم واشتكى

جرح خدوده وبكى

أفدي الخدود التي

تعبث في مهجتي

يا ورد ليه الخجل

فيك يحلو الغزل

يا ورد يا أحمر قللي

دامين جرحك

جرح شفايفك وخلّى

على شفايفك دمك

شُقّت جيوب الغزلْ

وانبحّ صوتُ القبلْ

على الشفاه التي

تشرب من مهجتي

يا ورد ليه الخجل

فيك يحلو الغزل

أصغر م السقم

أم من فرقة الأحباب

يا ورد هون عليك

عاد بلبلك ولهان

يسأل عليك الروضة

والزهر والأغصان

يهتف أين التي

وهبتُها مهجتي

يا ورد ليه الخجل

فيك يحلو الغزل
:flower22:

أهم ما فعله الأخطل الصغير‚ انه اسهم مع شعراء آخرين في ايجاد الشعر القصصي في حين انشغل آخرون بـ «المسرحية الشعرية» سدا للنقص الذي عابه النقاد على الشعر العربي حين قالوا إنه اقتصر على «الغنائيات» وإنه يخلو من القصص والملاحم والدراما‚ وقدم بشارة الخوري سبع قصص شعرية عمد فيها الى بث افكاره الاجتماعية واستقى معظمها من منبعين التاريخ العربي والمجتمع اللبناني‚ اما قصائده القصصية فهي:

1- من مآسي الحرب‚

2- الريال المزيف‚

3- سلفين وجيروم‚

4- المسلول‚

5- سلمى الكورانية‚

6- عروة وعفراء‚

7- عمر ونعم‚

والجدير بالذكر ان الموسيقار ( فريد الاطرش ) قد اختار من اشعار الشاعر الكبير ( بشارة الخورى ) هذه الابيات ولحنها وغناها :

عش أنت أني مت بعدك وأطل إلى ماشئت صدك

مـاكان ضرك لو عدلت أمـا رأت عيناك قدك

وجـعلت من جفني متكأً ومـن عـيني مـهدك

ورفعت بي عرش الهوى ورفعت فوق العرش بندك

وأعـدت للشعراء سيدهم ولـلـعـشاق عـبـدك

أغـضاضه ياروض إن أنا شاقني فشممت وردك

أنقى من الفجر الضحوك فـهل أعرت الفجر خدك

وأرق مـن طبع النسيم فـهل خلعت عليه بردك

وألـذ مـن كأس النديم فهل أبحت الكأس شهدك

وحياة عينك وهي عندي مـثما الأيـمان عندك

مـاقلب أمك أن تفارقها ولــم تـبـلغ أشـدك

فـهوت عليك بصدرها يـوم الـفراق لتستردك

بـأشد مـن خفقان قلبي يـوم قيل:خفرت عهدك

وقد توفي الشاعر الكبير ( بشارة الخورى ( او الاخطل الصغير في 30 يوليو عام 1968م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://top-members.syriaforums.net
 
الأخطل الضغير و شعره الغزلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Better- members :: شعر وادب :: الثقافة و الأدب-
انتقل الى: